بين العلم و الجهل .. مالذي تسمح لعينيك برؤيته ليبرمجها لك عقلك , و أي برمجةٍ تظهر لك ؟!

مقال أعجبني نقلاً عن صفحة
@EmadAboulFotoh على الـ FaceBook بتصرف نظراً لطبيعة حسوب العربية
-
يُحكى أنه كان هناك برفسور بريطاني تولى في منتصف القرن العشرين مشروع يهدف الى تعليم بعض الامور الصحية البسيطة لسكـان قرية من أكثر القرى الإفريقية بدائية ..
و كان أهل القرية كلهم أمّيين ، ومنعزلين تماماً عن أبسط أدوات الحضارة في العالم الخارجي ، واللغة بينهم لغة بدائية جداً .. ففكـر بأن يقوم بتعليمهم عبر شريط فيديو..
فقام بصناعة شريط فيديو مدته 5 دقائق يتناول مسائل صحّية لنشر النظافة والتقليل من الأمراض .. الفيديو كان شديد البطء ، حركة رتيبة وواضحة تراعي مستوى عقولهم ، يمثّل عامل نظافة يتجوّل في قرية افريقية ، ويقوم برفع القمامة ، ووضعها في صناديق بعيدة عن أماكن التجمعات..
انتهى عرض الفيلم على جمهور مكوّن من 30 شخص من أهل القرية ، ثم طُلب من المشاهدين أن يصفوا ما شاهدوه في الفيديو..
فكانت الإجابة الجمـاعية الأولى منهم كلهم أنهم شاهدوا : ( دجــاجة ) !
========
الراجل قعد يضرب كفاً بكف ، لأنه لم يرَ أي دجاجة في الفيلم ..
فجلس يشاهد الفيلم مرة ثانية بتمعّن ، فاكتشف ظهور دجاجة فعلاً لمدة ثانيـة واحدة ، وهي تجري عند الجزء السفلي الأيمن من الشاشة في منتصف الفيلم ..
أي أن أهل القرية الأمّيين استطاعوا يلمحوا الدجاجة ، في الوقت اللى تجاهلوا تماماً كل حركات عامل النظافة في الفيلم البطيء والذي امتد 5 دقائق كاملة ، وتجاهلوا تماماً استيعاب القصة والرسالة من وراء الفيلم ..
كلهم لمحوا فقط دجاجة عابرة ظهرت في جزء من الثانية في الفيلم .. وتجاهلوا كل شيء آخر..
=======
فخرج بإستنتاج أن الجهلاء بشكل شديد ( غياب كامل للتعليم العادي ، وانعزال كامل عن مفهوم الحضارة ) ، عيونهم مُبرمجة على رؤية الأمور السطحية فقط ( المُدركة في بيئتهم البدائية ) ، وغير قادرين على الرؤية الشاملة او فهم المغزى مما يرونه أمامهم ..
وأن الجاهل عينه مُبرمجة للبحث عن أي شيء مألوف بالنسبة له ، ويتجاوز المعنى الأساسي من المشهد الكلّي اللى يراه أمامه .. مفهوم ( النظرة الشاملة ) غائب تماماً عن عقل الجاهل ..
بينما المتعلّم عادة يتجاوز التفاصيل التافهة ، ويركّز على الصورة الكاملة والمعنى والمغزى من وراءه المشهد الذي يقوم برصده ..
بمعنى آخر ، عين المتعلم مثل الـ Scanner تقوم بنسخ الصورة الكاملة .. وعين الجاهل مثل الـ Printer تقوم بطباعة سطر سطر ..
=====
التعليم والقراءة والاحتكاك بالحضارة ، يجعلك ترى الصورة الكاملة للمشهد أمامك ، ولا تتعلق بالتفاصيل التافهـة .. الجهل ، والانغلاق يجبرك على التركيز على تفاصيل تافهة في المشهد اللى أمامك ، وتجاهل المغزى الكامل..
نحن نتعلم كيف نرى الأشياء ، تعليمك / ثقافتك سيجعلك تفهم بسرعة مغزى المشهد الذي تراه امامك ..
وجهلك وانغلاقك سيجعلك طيلة عمرك جُلّ تركيزك على تلك الدجاجة, وتعتقد بطبيعة الحال انك قمت بإنجاز عظيم ..

التعليقات

mostafahamada1 - مصطفى حماده

بكل التأكيد، ولما كان للتعلم أهمية كبيرة في نهضة الأمم والحضارات لما صُرف له الملايين من ميزانيات الدول حتى في الدول الأقل تلقياً للعلم.
قِس مقدار تقدم أي أمة بنسبة ما تصرفه على التعليم سنوياً من ميزانيتها.

MOthman - محمد عثمان

في المملكة العربية السعودية يصرف تقريباً 14 مليار ريال ( 4.5 مليار دولار ) للتعليم وللأسف جودة التعليم هنا منخفضة جداً
صدقني قد تغنيك 100 مليون دولار مع توعية وتغيير فكري وحضاري بنهوض طبقة عالية من المتعلمين في بلدك

mostafahamada1 - مصطفى حماده

إن الدول العربية حالها من بعضها مع الأسف المحزن، ومصر الدولة الأخيرة أو قبل الأخيرة في جودة التعليم على الرغم من أن كم الملتحقين لدينا بالتعليم (الأساسي على الأقل - ابتدائي واعدادي) كبير جداً.

OmarAlsheikh - Omar Alsheikh

حسبك حسبك !
ألم ينزل لك ال update الجديد؟
أُبشرك بخروج مصر نهائياً من التصنيف المرافق لجودة التعليم بتاريخ 10‏/12‏/2016

mostafahamada1 - مصطفى حماده

ههههههههههههههههههه أيضاً، لم أكن أعرف ذلك يا صديقي كنت حينها أمتحن الإمتحان اللانهائية في الكلية ههههههههههه لم يخربني أحد، ولكن هل رسمياً من موقع التنافسية أخرجها فعلاً

OmarAlsheikh - Omar Alsheikh

إليك الخبر
أعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من خلال المسح الذي تجريه كل ثلاث سنوات عن جودة التعليم العالمي، والذى كشف خروج مصر تمامًا من التصنيف، في الوقت الذي تفوقت دول عربية صغيرة على مصر مثل الإمارات وقطر ودول أخرى ، حتى إسرائيل.
وحصلت سنغافورة على المركز الأول عالميًا في التعليم والإمارات الأولى عربيًّا وأحرزت قطر تقدمًا كبيرًا وتفوقت على لبنان والأردن والجزائر وتونس، في حين مصر خارج القائمة.
وجاء في المركز الأول دولة سنغافورة وجاءت بعدها اليابان واستونيا وفنلندا وكندا، كما ذكرت المنظمة التي مقرها باريس أن هونغ كونغ ومكاو وتايبه حققت مراكز متقدمة في المسح الذي يركز على أداء الطلبة في العلوم والقراءة والرياضيات.
وخاض نحو 540 ألف طالب في 72 دولة أو مدينة اختبارات على الكمبيوتر في أحدث نسخة من المسح المعروف باسم البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA – بيزا)، ومع تركيز خاص هذه المرة على العلوم، وجد المسح أن معارف الطلبة في هذا المجال كانت مستقرة بوجه عام خلال العقد الماضي، كما قطعت كولومبيا وإسرائيل ومكاو والبرتغال وقطر ورومانيا شوطًا كبيرًا.
ومن بين أكثر 35 دولة ثراء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لم يصل واحد من بين كل خمسة طلاب في المتوسط إلى المستوى الأساسي من التفوق في مجال العلوم.
وقال أنخيل جوريا الأمين العام للمنظمة “تعليم العلوم لم يعد مواكبا. لماذا؟ لأن العلم نفسه يتقدم بسرعة البرق، مضيفًا أن الحصيلة العلمية لطلبة من سنغافورة -عمرهم نحو 15 عامًا- كانت تسبق حصيلة طلبة آخرين بعام ونصف على الأقل، موضحًا أن "التعليم الخاص لم يعد ضمانة للنجاح".
ووجد المسح تراجعا لدى الطلبة في كل من بريطانيا والولايات المتحدة في مهارات القراءة ودرجات الرياضيات والعلوم منذ المسح الأخير الذي أجري في 2012، وسجل طلبة المدارس الخاصة درجات أفضل في العلوم عن أقرانهم في المدارس العامة لكن الأمر لم يعد كذلك عند تعديل البيانات لأخذ “الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية” للطلبة في الحسبان.

mostafahamada1 - مصطفى حماده

لك الله يا مصر،
لا يمكنني سوى الدعوة لوطني العربي كله بأن يخرجه الله مما هو فيه الآن

MOthman - محمد عثمان

مثل هذه المنشورات تشعرني بالأسف والحزن الشديد على حال موطني ( اليمن )
وبعد ماكنا مستقطب الدارسين من انحاء الدول العربية لجودة نظام التعليم لدينا والبيئة الفكرية العالية التي كانت موجودة في السبعينات
اصبح الان تعليمنا غير معتمد به ، وطبقة المتعلمين " المثقفين وليس خريجوا الجامعات " عندنا تكاد تكون أقل من 3 %
حسبنا الله ونعم الوكيل

عبدالله 2

أشم في هذا التقرير بكل صراحة رائحة العنصرية تجاه السود خصوصا أنه في منتصف القرن العشرين
خصوصا الاستنتاجات التي استنتجها.
وهناك عدة نقاط في ذلك:

ما هو العلم وما هو الجهل؟ بأسلوب آخر ما تعريفك لهما؟(إن أي تعريف لهاتين الكلمتين سيكون في الغالب هلاميًا)

ما أهمية العلم وما الهدف من التعلم؟

من أين يعرف هؤلاء البسطاء صندوق القمامة أو أن يفهموا ما يفعله رجل القمامة. إنهم يرون شخصًا ينقل الأشياء من مكان إلى آخر والشيء الوحيد الذي رأوه خاطفًا سريعًا هو الدجاجة.

إذا جعلتك تشاهد فيديو يشرح شيئًا لا تعرف عنه شيئًا مثلًا فيديو يشرح الإيطالية باللغة الإيطالية للمستوى المتوسط ثم في منتصف الفيديو جاء إعلان بالعربية وفهمته هل ألومك هنا على أنك لم تفهم غير الإعلان الذي لا دخل له بصلب الموضوع.

الاستنتاج الذي خرج به جانب الصواب بشكل كبير فليس كل متعلم (حسب تعريفي أنا ونظرتي لمعنى كلمة متعلم) يرى الصورة كاملة.

ليست رؤية الصورة كاملة هو المهم دائمًا فرؤية التفاصيل أيضًا مهمة.

(هذه الملحوظة إلى الأستاذ عماد) أين مصدر القصة؟؟

	الموضوع و التعليقات و باقي البيانات في هذه الصفحة منقولة و معدلة من المصدر على الرابط التالي : https://io.hsoub.com/education/55460
	هذا الموضوع مرخص تحت : رخصة المشاع الإبداعي BY-SA

المشاركة :