أنت تنتقدني؟ إذاً أنت تساعدني!

الإنتقاد، كلمة معروفة يعرفها الناجحين فقط، بل ويعشقونها عشقاً، لكنها في نفس الوقت كلمة مكروهة عند بعض الناس، بل قاتلة!، كيف ذلك؟ كيف تكون محببة عند البعض وتكون قاتلة عند البعض؟، الجواب يكمن في شخصية المنتقد فإذاً كان متفائلاً بما يفعل، عاشقاً لما يحب، خبيراً في مجاله، عاملاً ومجداً في عمله، فإن هذه الكلمة لن تؤثر به بل ربما سترفعه للأفضل، ربما سنراه على قمة الجبل!، أما المبتدئين مثلاً أو الذين لا يتحملون هذه الكلمة، فحين تخرج هذه الكلمة من مكانها تنفجر في وجه المتلقي!، فيتوقف عن عمله، يتوقف عن التدوين، يتوقف عن تصوير الحلقات، يتوقف عن الكتابة، حتى يصبح ضعيفاً كالدجاجة!، لكن الذكي حقاً هو من لا تؤثر به هذه الكلمة، فيقوم بعمل أي شيء لنسيانها، يتجاهلها، يحذفها من عالمه، يطردها من مخيلته، لكن في نفس الوقت هناك من تقتله هذه الكلمة، تجده يصنع مدونة ويكتب في أول تدوينة أن التدوين دواء للقلوب وأكسجين للحياة، بدونه أنا لا شيء!، ولا أستطيع العيش بدونه!، ولكن بعد أشهر من تلك التعليقات القاتلة، يذهب، يرحل، يختفي عن الوجود، يترك التدوين، ألست تقول أن التدوين أكسجين للقلوب؟، طيب، إنهم مجرد إناس ولدوا للإنتقاد ليس لديهم إنجازات مثلك أنت، أنت ملك، أنت عظيم، أنت فعلت شيئاً بسيطاً نفتخر به، لكنهم هم ماذا فعلوا؟، لا شيء في شهاداتهم! بل بعضهم يفتخر لإنه أزاح فلاناً من المقدمة بسبب تعليقاته القاتلة المتكررة!، فكر بها يا بطل، إحذف التعليقات، تجاهلها، إقرأ قصص الناجحين، إشحن بطاريات الأمل لديك، أدخل إلى مدونات تزيدك تفاؤلاً كمدونة شبايك ومدونة بلال للناجحين، الناقدين ما هم إلا أناس لا فائدة منهم يهدمون برجاً بعد برج، فلا تكن أنت البرج التالي بل إشمخ كالجبل، دع الإنتقادات تمر كالرياح، لا تكن جباناً، إنقطاعك فترة عن التدوين لا يعني أنك لا تملك الموهبة للتدوين أبداً صدقني إنها هي خرافة من خرافات القرون الوسطى المظلمة، فكن متحضراً لا تقع في وحل هؤلاء، لا تصادقهم، إبتعد عنهم، إنهم كالجراثيم بل أشد، لا تكن منهم، خذ الفرصة، عندما ينتقدك أحدهم خذ الفرصة وأجعل ذلك الإنتقاد يرفعك لا ينزلك!، كيف؟ إشحن نقاط ضعفك من تلك التعليقات، فمثلاً أنشأت موقعاً وكان اللون أحمر غامق، جاء أحدهم وقال لك : \" مشروع فااااااشل، اللون يؤلم العين، والفكرة فاسدة مثل عقل صاحبها\"، أنا أعتبر صاحب هذا التعليق يريد مساعدتك إذ أنه أعطاك نقاط الضعف فقال \" اللون يؤلم العين \"، خذ الفرصة وغير اللون، ولنرى عقل من الفاسد، خذ فرصتك وأنطلق فالطريق مفتوحة.
هل تعرف كيف كتبت هذه المقالة؟ فقط تذكرت هذه الكلمة \" الإنتقاد \" وبدأت تهجم علي الأفكار من كل مكان! أرأيت كم هذا سهل!
من مدونتي الشخصية كتبتها قبل قليل

التعليقات

مريم بازرعة

لكن الذكي حقاً هو من لا تؤثر به هذه الكلمة

نعم، الذكي لا تؤثر فيه الكلمات المحبطة، ليس لأنه لايشْعُر، ولكن لأنه يستطيع أن يتعرف على مشاعره، ويحسن إداراتها، ويستطيع أن يُحفز نفسه ويشحذ همته، وأن يحوِّل -مستعينا بالله - المحنة إلى منحة، والنقمة إلى نعمة، والمشاعر إلى مشاريع.

اشحن بطاريات الأمل لديك

تعبير جميل!

محمد عبيد الشحي - أبو عبد الرحمن الشحي

شكراً لكِ يا أخت مريم على مرورك على موضوعي، وأريد أن اوضح أن هذا المقال جاء بعد قرائتي لعدد من الكتب \"لا أعتبره عدداً كبيراً\" وعدد من المقالات، وها أنت أجرب بإسلوبي الخاص، ولله الحمد أنه أعجبكم، مازلت أعتبر نفسي مبتدئ في مجال التدوين، على فكرة تعليقاتكم مشجعة وشاحنة لبطاريات الأمل كذالك :)

راشد المري

اتفق معك بما ذكرت في عنوان موضوعك (انت تنتقدني! يعني انك تساعدني) ولا اتفق معك في بعض التفاصيل التي تخالف مفهوم العنوان.

الناقدين ما هم إلا أناس لا فائدة منهم يهدمون برجاً بعد برج،

لا اتفق معك هنا، الانتقاد ليس هجوم او تثبيط همم انما وجهة نظر الاصل بها إيجابية تخبرك عن تقصيرك في مجالك لتتفادى هذا التقصير لاحقاً. فا النقّاد منهم فائدة ويبنون البرج معك لايهدمونة. إذا كنت تتكلم عن النقّاد لان (الإنتقاد) الاصل به ايجابي.

محمد عبيد الشحي - أبو عبد الرحمن الشحي

صدقت يا راشد ولكنني عندما كتبت تلك الجملة قصدت بها الناقدين غير المرغوب فيهم فإذا دخلت إلى صفحة مشروع موقع متكلم في موقع عالم التقنية ورأيت التعليقات لرئيت أحدهم كتب \" مشروع فااااااااااشل \" وهؤلاء غير مرغوب فيهم يمكنك أيضا دخول تدوينة بهذا الاسم في مدونة عبد المهيمن الاغا مؤسس حسوب وترى انه يتكلم عن هذا النوع من الناقدين
شكرا لك واحترم وجهة نظرك

sasini - Sasini almalki

شكراً على كلماتك الجميلة
يحدث هذا عادتا مع المبتدئين في أي مجال كان، البعض يتجاوزها ويجعلها دافع له لتغيير وضعة. والبعض الآخر تثبيطه وتغييره إلى شخص كسول لا يريد فعل شيء خوفاً من كلام الآخرين.
على الشخص أن يقوي قلبة ويعوده على تحمل الكلمات السيئة، جرح المشاعر، هدم الطموحات والآمال، وغيرها من المثبطات الكثيرة. وإلا فلن يستمر في أي عمل كان.

sasini - Sasini almalki

نسيت أن أقول: لكن من الخطأ أيضاً أن نجعل كل الخطأ على الشخص المُنتقَد، لماذا لا يكون النقد بناءا ومراعيا للأخلاق وأسلوب الكلام وخاليا من جوارح القلوب؛ لأنه من دون مراعاة هذه الأمور سيكون النقد أشد من الطعن بالسكين، وسيؤثر كثيراً على الموجهة له، وقد لا يساعده على تحسين وضعة.

محمد سرحان

لهذا السبب فإني لا أنتقد أحد لأن الانتقاد صار مسألة شخصية غرضها الهجوم على الشخص و تسقيطه لا التمني له بالأفضل . بدلاً من الانتقاد فإني أوجه من أخاطبه و أقدم له الإرشادات.
أتذكر منذ بضع سنوات شاهدت برنامج أكاديمية إعداد القادة على أحد القنوات كان المحاضر يتحدث عن الانتقاد و يذمه و يعطي أسباب كره الناس للانتقاد.
أنصح الجميع هنا بمشاهدة هذه الحلقة.

محمد عبيد الشحي - أبو عبد الرحمن الشحي

شكراً لك وللإضافتك، تعليقاتك محفزة لكل من يقرأها وليس أنا فقط، فشكراً لك

hanymoh

الانتقاد مثل المتفجرات يجب أن يكون فى يد الخبراء وحدهم

محمد عبيد الشحي - أبو عبد الرحمن الشحي

نعم، وأنت تعني الإنتقاد البنّاء.

hasen - حسن الجودي

لكي تتعامل بايجابية مع النقد يجب ان تتخلص من الـ ego
اخرج نفسك خارج المعادلة، اخرج مشاعرك خارج المعادلة. فكر فقط في \"المهمة\" او \"العمل\" او \"الهدف\". عندك شيء تريد الوصول اليه و هناك عوائق امامك، هناك اخطاء في تصرفاتك تحتاج الى تغيير، هناك فرص للتطوير بحاجة الى استغلال.
تخيل انك تكتب برنامجا و قام الـ compiler بإعطائك خطأ ..
هل ستزعل و تتضايف من الكومبيوتر لانه قال لك ان برنامجك فيه خطأ؟! هل ستشعر بان الكومبيوتر يكرهك؟! طبعا لا .. الفكرة نفسها تبدو سخيفة و مضحكة.
عليك ان تتعامل مع الناس و انتقاداتهم بنفس الطريقة.
النقد الهدام لا تهتم له، بل احذفه من التعليقات ان واجهك ولا تهتم.
النقد البناء .. اذا شعرت حياله بشيء من الاحباط .. فحاول ان تركز مع نفسك و تدخل في حوار داخلي لكي تقنع نفسك ان تتوقف عن الاحباط و تخرج مشاعرك خارج المعادلة و تتعامل مع النقد كأنه ارشادات و نصائح لتطوير نفسك و تطوير العمل اللذي تقوم به.

	الموضوع و التعليقات و باقي البيانات في هذه الصفحة منقولة و معدلة من المصدر على الرابط التالي : https://io.hsoub.com/culture/6720
	هذا الموضوع مرخص تحت : رخصة المشاع الإبداعي BY-SA

المشاركة :