b523db2bbea7098aeccea0f78f41f223
     
     
     
    
    
    
    
    
    
    
 
تقنية و أشياء أخرى
تقنية و أشياء أخرى
مختلف المقالات و النقاشات و الروابط المتعلقة بالتقنية او المواضيع العامة
لماذا لا تكون دراسة اللغة العربية تجربة ممتعة؟
                         عربي     English

لماذا لا تكون دراسة اللغة العربية تجربة ممتعة؟

   محمد جمال الذياب        08-02-2020  
   Abbad_Diraneyya - عباد ديرانية   
(نشرت هذه المقالة في الأصل على مدونتي، يمكنك تصفحها هناك من خلال هذا الرابط: https://abbad.me/2017/11/17/arabic-language/)
قبل سنة ونصف دخلتُ كلية اللغات الأجنبية في الجامعة الأردنية لأبدأ بدراستي لاختصاص اللغة الإنكليزية وآدابها. كانت هذه أول تجربة أكاديمية لي خارج فصول المدرسة، و -على ما يفترض- في واحدةٍ من أفضل جامعات بلدي بعلوم اللغة. وبالفعل، كانت النقلة في مستوى وآلية التدريس مذهلة بالنسبة لي. فلأول مرة في حياتي وجدتُ نفسي أمام أساتذة مُتعلّمين ومتعمقين جداً في مجالاتهم، ومتشوقين لنقل ما يعرفونه إلى طلابهم بكل حبّ وشغف.
منذ ذلك الحين، بدأتُ أدرك - بالتدريج - كم كانت تجاربي الدراسية السابقة، في كلّ المواد والعلوم تقريباً، حزينة إذا ما قورنت بأسلوب التدريب الحداثي الحقيقي. ولكن الأسوأ من هذا (بالنسبة لي) هو أني رأيتُ لأول مرة الطريقة الصحيحة والرائعة لتلقين جمال اللغة، وتبيَّن لي بصورة جليَّة سببُ كرهي للغتي الأم، وهي اللغة العربية، طوال سنين دراستي الماضية. في الحقيقة، يدهشني أن أفكر بكمّ الإجرام الذي وقع بحقّ هذه اللغة على مر المائة سنة الماضية في أسلوب الاعتناء بها وتلقينها، في عصر يفترض أنه عصر "التقدم والتكنولوجيا"، ويؤسفني أكثر أن مجامع اللغة العربية، التي تحبّ التفاخر بأهمية عملها، لم تؤدّ حتى الآن أي دور إيجابي في تحويل اللغة العربية إلى لغة عصريَّة صالحة لزمنها.
https://i.suar.me/8loNO/l
لغة كل زمان ومكان
لا أدري لو كنتَ واحداً من قرائي الذين يتبنون مثل هذا الرأي، لكني لو تخيَّلتُ نفسي وأنا أروي الفقرة السابقة أمام جمعٍ من الناس، فمن البديهي أنه - بعد ذكري لضرورة جعل اللغة العربية عصرية - سيقفزُ أحدٌ من الجمهور ليُوضّح لي خطئي الجسيم. فعلى ما يفترض أن اللغة العربية لا تقبلُ التغيير، فهي لغة القرآن الخالدة. أهذا صحيح؟
بعد سنة ونصف من دراسة علوم اللغة بشغفٍ واهتمام، يمكنني القول بثقة أن ما من لغويّ في العالم يسمعُ عن "لغة لكلّ زمان ومكان" إلا وسيقعُ ضاحكاً، فاللغة هي كيان ديناميكي لا يتوقَّفُ عن التغير لأي سبب. تظهر دراسات التاريخ اللغوي أن جميع لغات العالم المحكية - تقريباً - مختلفة جوهرياً عن اللغات التي كانت متداولة قبل أربعمائة أو خمسمائة عام، فقد أصابها من التغير ما يجعل مثيلاتها القديمة غير مفهومة الآن لأحد في العالم. وقد يزعم البعض أن ثمة لغات، مثل العربية، مستثناة من هذه القاعدة، لكن هذا خطأ جسيم آخر.
https://i.suar.me/dzVNP/l
فصحيح أن العربَ نجحوا بالحفاظ - إلى درجة ما - على لغتهم المكتوبة من التغيير، مثلما نجح الهنود بحفظ اللغة السنسكريتية لألفي عامٍ بعد انقراضها من على ألسنة الناس، إلا أنَّ تمرَّد اللهجات العربية واختلافها الشاسع في عصرنا يثبت أنه ما من سبيلٍ للسيطرة على اللغة الحقيقية، وهي اللغة المنطوقة. ولن تكون المسألة إلا مسألة وقتٍ حتى تتأثر بها وتتبعها اللغة المكتوبة أيضاً، وهو أمرٌ نعاصره الآن مع انتشار ظاهرة تأليف الكتب بالعامية. ما من لغةٍ في العالم يمكنها النجاة من عنصر التغيير، لأن منبعه يكمنُ في طبيعتنا أنفسنا، فنحنُ كائنات مدركة تتغير أفكارها وعلومها على مرّ الزمن.
وقد يبدو وجود مجامع اللغة، إذا ما سلَّمنا بحقيقة حلول اللغة الجديدة مكان القديمة بصورة متعاقبة، أمراً عديم المعنى، لكنه ليس كذلك. والسبب هو أن اللغة، لكي يفهمها جميع الناس الناطقين بها، يجبُ أن توضع لها قواعد راسخة يلتزم بها الجميع في زمانها. فربَّما تختلفُ قواعد اللغة الإنكليزية التي تُدرَّسُ الآن عن قواعدها قبل مائتي عام، لكن هذا لا يعني أنَّ أساتذة اللغة الإنكليزية في المدارس سيتغاضون عن أخطاء الإملاء والنحو في أوراق تلاميذهم لأن "قوعد لغتهم ليست ثابتة". طالما أن ثمة قواعد متفقاً عليها الآن، فمن الضروريّ أن يلتزم بها الجميع. ولهذا السبب، فحتى لو اختلفت اللغة العربية في هيئتها وقواعدها عمَّا كانت عليه في أزمنة سابقة، إلا أنَّه لا بُدَّ من وضع أسسٍ منهجية لاستعمالها بين الناس.
ما الذي يجعل اللغة العربية غير عصريَّة؟
سواءٌ كنتَ تتفق تماماً مع كون اللغة العربية "غير عصريَّة" أو تجده محضَ هراء، فعليك الإقرار - على الأقل - بأن القول بمثل هذا الرأي أصبحَ سائداً في أيامنا. فسماعُ الاعتراضات عن مشكلات اللغة العربية متكرّر، إلا أنَّه، في معظم الأحيان (وليس جميعها) يفتقرُ إلى التحديد، لذا فأجدُ من المُهمّ أن نستغرض عدداً من المشكلات الأساسية التي تجعل العربيَّة لغة غير قادرة على مواكبة زمنها. ولا يعني هذا أن لغتنا محكومة بصورة أبدية بحالها الآنية، إلا أنَّها ستكونُ بحاجة لتغييرات جذرية لتتجاوزه.
تكمنُ إحدى أولى وأكبر المشكلات للغة العربية في عجزها الاصطلاحي. والعجز الاصطلاحي هنا لا يعني، بالضرورة، أنَّ المصطلحات التي نحتاجُ إلى استعمالها في حياتنا اليومية، أو دراساتنا الأكاديمية، مختفية من اللغة العربية، فقد تكونُ الكثير من هذه المصطلحات موجودة بالفعل في معاجم يبلغُ عمرها مئات السنين، ولكنَّ عجزنا عن أن نألفها ونحفظها وندخلها في استعمالنا اليومي يجعلها عديمة الفائدة بالنسبة إلينا.
ولكن العجز الاصطلاحي يعني أيضاً عجزَ علماء اللغة عن الإتيان بمرادفات جديدة لكلّ المصطلحات التكنولوجية التي أصبحت تغرق مناهجنا التعليمية وحياتنا اليومية. والغريب في الأمر أنَّه يمكن تعريب أعدادٍ هائلة من هذه المصطلحات بأسلوب بسيط وعمليّ جداً يُسمَّى الاستعارة، وهو اقتباس اللفظ الأجنبي على هيئته مع تغييره بدرجةٍ بسيطة ليوافق لفظ لغتنا، مثل الكيفية التي تحوَّلت بها كلمة Television إلى تلفاز. إلا أنَّ الإصرار على اختراع مصطلحاتٍ غريبة عن أذهان الناس، مثل ترجمة اسم الحاسب المحمول (Laptop) على هيئة "حاضون" في واحدٍ من آخر قرارات مجامع اللغة العربية الكبرى، يُجبر الناس على الانتقال إلى اللغات الأجنبية تماماً.
https://i.suar.me/OVwO6/l
ثانياً، قد تحتاجُ اللغة العربية إلى إعادة هيكلة للكثير من قواعدها بحيثُ تجاري ما درج على ألسنة الناس. هذا واقع لا بُدَّ من الإقرار به عاجلاً أم آجلاً. فاللغة ليست كياناً مُقدساً وحفظها من التغيير أمرٌ مستحيل. قواعد اللغة العربية نفسها ليست موجودة منذ الأزل، بل هي في جوهرها وليدة عمل أبي الأسود الدؤليّ (المتوفى سنة 689م)، والذي لم يكتُب أحدٌ من قبله شيئاً ذا قيمة في علوم اللغة العربيَّة.
وفي الواقع أن الكثير من اللغات الحديثة الناجحة اتجهت، في فترات نهضتها الفكرية، نحو تنظيم قواعدها وإعادة بنائها بأسلوب مُنظَّم بحيثُ تصبح أبسط وأسهل للمُتعلّمين، سواء من أبناء اللغة أنفسهم أم من الأجانب. فعلى سبيل المثال، أجرى علماء اللغة تغييرات جوهريَّة في قواعد اللغة السويدية خلال القرن التاسع عشر لجعلها أكثر بساطة. وفي المقابل، تعتبر اللغة العربية الآن واحدة من أصعب اللغات التي يمكن للمرء أن يحاول تعلّمها في العالم، وهذا الأمر ليس مدعاةً للفخر بأيّ طريقة، على عكس الطريقة الغريبة التي يُشير البعض إليه بها. في الحقيقة، لا تدلّ صعوبة اللغة العربية سوى على أنها لغة غير عمليَّة، وعلى أن قواعدها المُعقَّدة أصبحت تحولُ عائقاً دون انتشارها في العالم.
وأما ثالثاً، فاللغة العربية تواجه أزمة حادَّة في تدريس علومها. فالغالبية العظمى من الناطقين باللغة العربية يحصلون على شهاداتهم الجامعية وهُم لا يعرفون شيئاً من قواعد لغتهم سوى أقسام الكلام والأسماء الخمسة وبضعة أشياءٍ أخرى. في الحقيقة، مناهج المدارس العربيَّة التي ألفتُها في حياتي لم تُدرّس شيئاً يذكر من علوم هذه اللغة سوى الإعراب والنحو بصورته الأعمّ، وهو قسمٌ واحد فقط من الأقسام الأساسية الخمسة في كلّ لغة (وهي علوم النحو، والصرف، والأصوات، والمعنى، والخطاب).
https://i.suar.me/LPoqy/l
الطريقة الصحيحة لتعليم اللغة
عندما دخلتُ كلية اللغات في جامعتي كنتُ متردداً لشعوري بأني على وشك أن أبدأ دراسة طويلة عديمة الفائدة. كنتُ أعرف، بالطبع، أني سأستمتع بقراءة الروايات الإنكليزية القديمة والتعرف على مختلف صور الأدب، إلا أني كنت مقتنعاً بأنني لن أتعلَّم شيئاً مفيداً حقاً في سنيني الجامعية الأربعة. وهو أمر يحزنني جداً مُجرَّد تخيّله الآن، بعد أن صرتُ أعرف الفائدة المذهلة لدراسة علوم اللغة.
يمكنني أن أستوعب الآن أن انطباعي الكارثي السَّابق لم يكُن سوى نتيجة تجربتي المدرسية (رغم أني لا أعتبر نفسي شخصاً اعتمد في تعليمه على المدرسة بالمرَّة). فمثل أغلب طلاب المدارس العربيَّة، لم يسبق لي وأن تعلَّمتُ شيئاً مهماً عن اللغة من خارج مناهجي وكتبي، ومثل معظم هؤلاء الطلاب أيضاً، فقدت تخرجتُ وأنا مقتنع بأن الدرجات الجامعية الأدبية لا قيمة لها، وبأنَّ ما من سبب لوجودها أصلاً. وهذه ليست سوى نتيجة للأسلوب المأساويّ الذي تلقَّنتُ فيه العلوم الأدبية في سنين دراستي الماضية.
قد يبدو من البديهي بالنسبة لمعظم الناس أن المناهج المدرسية في بلادنا ليست على مستوى قديرٍ جداً، فقليلون من يتخرَّجون من مدرسة عربيَّة وهُم راضون عن أساتذتهم وشغوفون بموادهم. إلا أنَّ هذه المشكلة يمكن تجاوزها بسهولة - نسبياً - في معظم مجالات العلوم والمعرفة، لأنَّ أي شخص يستطيع التوسّع في الفيزياء أو الجغرافيا، مثلاً، من خلال الإنترنت لتعويض ما لم يتعلَّمه على مقاعد الدراسة. إلا أنَّ هذه المشكلة تصبح كارثية في حالة اللغة العربية، لأنَّها مجال لا تتوافرُ فيه مصادر أجنبية أو عالمية للتعلّم، وبالتالي فإنَّ كل معرفتنا عن لغتنا الأمِّ محكومة بالمناهج المحزنة التي تضعها لنا وزارات التربية والتعليم.
https://i.suar.me/j80rw/l
وهنا سوف آتي إلى أكبر مشكلة بالنسبة لي، كشخصٍ محبّ للقراءة، في عصرية اللغة العربية، وهي انعدام تدريس تراثها الأدبي في المدارس والجامعات، أو انعدام تدريسه بالأسلوب الصحيح. فما لا تفهمه اللجان التعليمية حيالَ الأدب أنه ليس حفظاً للأشعار والقصائد عن ظهر قلب، بل هو في الواقع علم تحليليّ جميل جداً، تُدرَّسُ فيه نصوص أدبية تحملُ أفكاراً معقدة كانت لها أهمية في تشكيل تاريخ اللغة وثقافتها. الهدفُ الحقيقي من قراءة نصوص الأدب ليس حفظها بطريقة عمياء وكأنَّها نصوص مُقدَّسة، وإنما تفسير معانيها العميقة وانعاكساتها على حياة الناس في زمنها وكيفية استقبالهم لها.
إلا أنَّ عدم استيعاب مؤسَّسات التعليم لهذا الأسلوب الصحيح والرائع في تلقين علوم الأدب يضمنُ لنا الآن عدم تخريج طالبٍ واحد من المدارس وهو راغب بسماع كلمة "الأدب" لمرَّة أخرى في حياته. وبما أن اللغة وجدت لتستعمل، وبما أن الأدب هو التجلي الأكثر جوهرية ورقياً لاستعمال أي لغة في العالم، فإنَّ عدم إلمام الإنسان بآداب لغته يعني أنه لا يعرف لغته جيداً، و- على ما يحتمل - أنه قد لا يجد سبباً لينتمي إلى لغته أو ليعتمد عليها في حياته.
https://i.suar.me/Nw7NL/l
إن ممَّا يفاجئني، على المستوى الشخصي، أن أدرك أني (أنا نفسي) أواجه مشكلة متزايدة في التعامل مع لغتي. فمنذُ بدأت دراسة اللغة الإنكليزية وأنا أشعر بازدياد دورها بحياتي في صورة كبيرة، وكوني كاتباً، فقد بتّ أشعر في الكثير من الأحيان بأني مضطر لتدوين أفكاري باللغة الإنكليزية عوضاً عن العربية إن أردتُ التعبير عنها بالطريقة الصحيحة. قد تنطبقُ هذه الحالة على العديد من أبناء جيلي الضليعين باللغات الأخرى، لأن أي شخصٍ يعيشُ في هذا العصر سيجدُ صعوبة كبيرة باستعمال لغة لا زالت عاجزة عن التعبير عن آلاف المصطلحات والمفاهيم الجديدة التي صار الناس يتحدثون عنها في هذه الأيام.
من الطبيعي أن بلداناً نامية وفقيرة نسبياً، مثل الدول العربية، لن تكون قادرةً على تكريس مؤسسات متطورة للاهتمام بأي مجال من العلوم، ناهيك عن اللغة تحديداً. لكن الأمر الجوهري يكمنُ في أن بلادنا هي موطن لغتنا، اللغة العربية، وإذا لم تستطع هي نفسها أن تخلق بيئة حديثة لدراسة هذه اللغة وتعليمها وتحديثها، فإنَّ دورها في العالم سيتضاءل سريعاً جداً، وستحلّ مكانها اللغات الأجنبية - المواكبة للعلوم والتكنولوجيا - على ألسنتنا نحن وأبنائنا من بعدنا، لتصبح لغتنا مُجرَّد عينة تراثية من التاريخ.
التعليقات
   يونس بن عمارة   
السخرية من مجمع الخالدين (مجمعات اللغة العربية) قام بها بشكل رائع غازي القصيبي في روايته العصفوية فهو قد فجر اللغة العربية بشكل ساخر ولاذع جدا لذلك من يريد التهكم عليهم فليطالع الرواية الممتعة.
لكن دعني اذكرك انه لما بدأت المطبعة بانتشار في البلاد العربية واجه العرب نفس المشكلة التي نواجهها الان. (من المؤسف انه لا توجد دراسة تجعلنا نستفيد من هذه التجربة) كان المترجمون يترجمون من الجرائد الفرنسية والايطالية والانجليزية بشكل مكثف ومهول وغير مسبوق.
وقد يدهشك هذا لكن الكثير من الامور التي اقحموها في اللغة العربية خطأ مثل اسماء المخترعات الجديدة وغيرها عادت واصبحت عربية الان مثلا الاوتومبيل اصبحت سيارة كمثال بسيط واحد. (هناك مثلة رائعة لو قرات مجلة لغة العرب للكرملي)
كان هناك في عصرهم اب جليل اسمه انستاس الكرملي اسميه قديس اللغة العربية وهو يقول ان المشكلة ليست في العجز كم تقول بل في عجزك انت. وهو يقول انه لا ينبغي عليك ان تقول بعجز اللغة لانه لا يمكن لواحد ان يحيط بها. نحن كامة عاجزون فاشلون؟ بالتاكيد اللغة ؟ لا ابدا.
ان شعرت بالاستلاب فهو شعور فردي لا تعممه على الاخرين.
قرات الكثير جدا عن اللسانيات واللغة انبهك قبل ان تتكلم عن تطور اللغة كانه حقيقة علمية الى انها ليست حقيقة علمية اصلا. هي نظريات ولها (علميا) ما يناقضها والحديث في هذا المجال متشعب النظرية الحالية لعلم اللغات سائدة لان لها دعم وليس لانها صحيحة وكما يقول عبقري اللغة العربية الفارسي الجليل ابن جني "الناس قد يجمعون على الخطأ" وهذا ما هو حاصل في كثير من النظريات. التي اصبحت بقدرة قادر حقائق غير مشكوك فيها ان نوهت او لمحت باحتمالية خطاها اصبحت من الرجعيين. فكرة مثلا اللغة كائن متطور مشروحة بدقة قبل الغربيين لو طالعت المزهر للسيوطي مثال بسيط اخر قبل قرون من ان تعلن الاكاديمية الفرنسية ان البحث في اصل اللغة ممنوع في بحوثها قال احد النحويين والمتكلمين ان هذه المسالة بلا فائدة -يمكنك ايضا الرجوع للمزهر للسيوطي- لكن لماذا بحوثها اذن لان لديهم عقولا. هم يكتشفون المنطق وقد قاموا بواجبهم من الذي لا يقوم بواجبه الان هو نحن.
اين المشكلة من جمدها اذن؟
باختصار كثيرون منهم:

القومجية العرب

المستشرقون الحاقدون (راجع الاستشراق لادوارد سعيد)

التخلف العام الذي طال كل شيء.

التدخلات الاجنبية التي اجهضت عن عمد مشاريع جليلة.


اضافة الى ان قواعد النحو الاعراب (عدا الاملاء وهذا تحتاجه ان كنت تعمل في مجال المحتوى فقط) كلها ليست من العلم الضروري مشكلتي ليست مع اللغة الانجليزية مشكلتي في اقتصار بعض العرب عليها مع ان هناك علوما روسية وصينية واسبانية وبرتغالية لذلك لما يقول العرب الاجنبي فهو يقصد الانجليزي عادة وانا عادة ما ارثي لمن يرى العالم بالانجليزية فقط.
اضف ايضا الى انه لا يوجد لدينا اي احصاءات عن معدل استيعاب اللغة العربية لكني قمت بتجربة صغيرة كما حكيت في بعض يومياتي في الجزائر هنا والاستيعاب الغوي للعربية الان (من 2008 الى 2017) كمثال مرتفع جدا جدا عما كان عليه قبل عشر سنوات. انا اجزم انه مرتفع للغاية في كل البلدان العربية الان لكن لا دراسات عن ذلك للاسف.
استعملت ترجماتي وقدمت عدة مقالات مترجمة واخرى اصيلة لفئات عمرية مختلفة وخلفيات مختلفة من البناء حتى مدير محل قطع غيار (بعضهم كان يتعامل بالفرنسية طيلة حياته) مع طرح اسئلة عليهم والاجابة وكان متوسط معدل استيعابهم تسعين الى خمس وتسعين في المئة. سيدهشك مثلا حسب دراستي ان الرسوم المتحركة المعربة كان لها اثر كبير جدا في التنمية اللغوية العربية.
انظر مثلا احصائية المطالعة العربية كلها خطأ والاحصائية الحقيقية ستدهشك.
حقيقة المشكلة ليست في اللغة ابدا المشكلة فينا. شخصيا لا املك اي مشكلة مع اي لغة او لهجة لو قرأت مثلا نشوار المحاضرة لرايته يستعمل العامية ومنذ قديم الزمان كتب التراث مليئة بالاخطا لدرجة يتعذر تصحيحها تابعي جليل يروي حديثا عن عمر الفاروق ويقول وكنت رجلا عربيا لكني لا اعرف ما عرق القربة ما هي بينما عمر نفسه يقول لاادري ما ضيزى.
ابن عمر يقول لجاريته كلمة اجنبية تعني حسن وهي قالون قالها ايضا علي كرم الله وجهه ويقول النبي عليه السلام "يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا، فحي هلا بكم" والسور هو المأدبة بالفارسية ومخاطبته الجمهور بما يفهم يدل ان العربية تقبل وتتوسع في اللغات بلا اي مشكلة ابدا (الخندق ايضا ليست عربية ويقول انستاس انها يونانية فيما اذكر). كما ان سيدنا علي يكتب علي بن أبو طالب مع انه معروف ان الصحيح ان تكتب بن أبي طالب وهذه حيرت اصحاب العقول المغلقة -بعد قرون- لكن من فقه وعلم يرى انها صحيحة تماما (وشرحها يطول وهي موثوقة وموجودة).
مشكلتنا اننا نضخم المشاكل
اعلن لك من هنا ان العربية بخير وان كانت لديك مشاكل معها فالارجح انها مشاكل شخصية لا عامة. لان العام لا نعرفه لاننا لا نملك دراسات والعينات الصغيرة التي قمتُ بها اثبتت عكس ما تقوله وكما قلت ادعوك لعمل تجربة صغيرة وسترى بنفسك وادعوا الكل لذلك. وسيرون بانفسهم.
   مستخدم مجهول   
التجربة التي قمت بها بخصوص معدل استيعاب العربية عند العامة مهمة جداً ورائعة، وليتك وثّقتها في مقال مكتوب حتى وإن لم تنشر في مجلة علمية.
وكلامك صحيح، فأجدادنا في الحجاز كانوا يتعبون من العوام البسطاء من حجاج المغرب الأوسط (الجزائر) والأقصى، وكان التواصل معهم ليس سهلاً باستثناء العلماء منهم وطلبة العلم، أما اليوم فأتواصل بسهولة مع الجزائريين والمغاربة والسبب ليس فقط مناهج التعليم وإنما الأهم هو وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.
   يونس بن عمارة   
شكرا للإثراء أفكر في نشر دراسة علمية محكمة لو وجدت من أستعين به من طلبة اللسانيات وعلوم النفس لإعداد الاستبيان مع وجود جهة راعية توفر لنا دعم معقول لذلك كي نخرج بدراسة مهمة في الموضوع. سنتركها للمستقبل يمكن يمر من هنا أحد مهتم وينجز المطلوب. بخصوص المقال الأفضل دوما أن تنشر علميا على أن تنشر انطباعات لان هذا هو مربط الفرس في الحكم.
تنويه فقط ان السعودية تقوم بجهود مشكورة جدا في هذا المجال من خلال مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية. فقد استفدت من بحوثه العلمية والمحكمة الكثير جداً.
   WriterOrwa_Azzam   
أنا في مدرستي أعشق مادتيّ اللغة العربية والإنجليزية، لكن شغفي لتعلّم الإنجليزية أكثر لعدة أسباب ذكرتَها أنت:

طريقة تلقين المعلمين للطلاب، وحبّهم لما يقومون بفعله.

اللغة العربية تمتلئ بالقصائد التي يجب حفظها عن ظهر قلب -لا أعلم ما الغاية- كما توجد أسئلة الفهم والاستيعاب لكل قصة قصيرة نأخذها (أو جزء من رواية) والتي يجب علينا حفظها بصمًا أيضًا.

اللغة العربية دائمًا ما يحسسنا المعلمون بأنها لغة قديمة ويجب علينا تعلمها بأنها لغتنا، بينما يُشعرنا أساتذة الإنجليزية أنها لغة حديثة يتحدث بها الكثير من سكان العالم، ومن الجيد تعلّمها.

   walido - وليد غريب   
 

فقد بتّ أشعر في الكثير من الأحيان بأني مضطر لتدوين أفكاري باللغة الإنكليزية عوضاً عن العربية إن أردتُ التعبير عنها بالطريقة الصحيحة


أنا أيضا، حتى أنني أضعت العربية بشكل كبير لدرجة أنني أصبحت أكتب بها بشكل ركيك جدا، أحيانا أخجل من أكتب تعليقا هنا وأصبحت أجد تعليقاتي أحيانا تبدو وكأنها ترجمات سيئة من الإنجليزية للعربية.
 

إلا أنَّ الإصرار على اختراع مصطلحاتٍ غريبة عن أذهان الناس، مثل ترجمة اسم الحاسب المحمول (Laptop) على هيئة "حاضون" في واحدٍ من قرارات اجتماعٍ لمجامع اللغة العربية الكبرى، يُجبر الناس على الانتقال إلى اللغات الأجنبية تماماً.


هذا مضحك جدا. أنا أيضا رأيت البعض يشير إلى الإنترنت باستعمال الشابكة . هل يرى البعض التعريب نوعا من الهزيمة؟
ولا أدري كيف رأوا أن الناس ستستعمل مصطلح حاضون، هل تخيلوا نفسهم يتحدثون إلى بعضهم البعض على واتساب فيقول أحدهم للآخر: لقد اشتريت حاضونا جديدا يمكنني من لعب لعبة Grand Theft Auto؟ ستحتاج إلى حملة بروباغاندا شاملة لتجعل الناس يستعملون كلمة حاضون في حياتهم اليومية.
هناك شخص يؤرقني بخصوص العربية، لا أرى أنه يمكن استخدامها لأي عمل كوميدي، هل شاهدت مسلسل Friends؟ لا أرى أنه يمكن أن يوجد Chandler يتحدث بالعربية، مهما كان مستوى الكتابة. أرى أنه لا يمكن أن تتحدث بالعربية وتكون witty في نفس الوقت.
   Abbad_Diraneyya - عباد ديرانية   
 

هناك شخص يؤرقني بخصوص العربية، لا أرى أنه يمكن استخدامها لأي عمل كوميدي


شاهدتُ من قبل مسلسلات كوميدية غير فريندز، فأنا من هواة المسلسلات الكرتونية الهزلية، ويمكنني تفهم أن معظمها مستحيلة الترجمة إلى اللغة العربية برونقها الكامل. لكن ما يجعلني أقل قلقاً حيال هذا الأمر هو أن هذه المعضلة ليست مقتصرة على لغتنا حصراً، فالمسلسلات الهزلية تعتمد على الإشارة إلى أمثال وعادات ثقافية عادية لا يمكن للمرء أن يُلمَّ بها بالكامل إلا لو كان من تلك الثقافة نفسها.
لا أعتقد أن ترجمة مسلسل مثل فريندز أو غيره ستكون أسهل بكثير لو كانت للإسبانية أو الفرنسية أو غيرها من اللغات، فأيّ اختلاف عن لغة المسلسل الأصلية سيجعله يفقد روحه. وهذا مرتبطٌ بحقيقة أن الترجمة ليست أداة سحرية لنقل أي شي وكل شيء بين لغات العالم، بل لها محدودياتها الكثيرة، وكل ما يمكننا فعله هو محاولة استغلالها لأقصى حدودها. على الجانب المشرق، فإن ترجمة الكتب الثقافية والعلمية، بمُجرَّد بناء بنك مصطلحات جديد وثريّ للغة العربية، لا يجبُ أن يمثل أي مشكلة، مثله في ذلك مثل معظم الأعمال الأدبية والفنية الأخرى.
   walido - وليد غريب   
هه، كنت أقصد شيء بدل شخص.
أنا لم أقصد الترجمة فقط، بل إنشاء عمل كوميدي أصلي يكون الstyle الخاص به شبيها بالكوميديا التي يتميز بها شاندلر خصوصا، أو تقريبا أي سيتكوم أمريكية. الفكرة هي أنني أرى أن العربية لا تصلح للكوميديا
   Mood - Mahmood mood   
أعتقد أن روس ومونيكا هو الوحيدان اللذان أستطيع تخيلهما يتحدثان بالعربية.
  الموضوع و التعليقات و باقي البيانات في هذه الصفحة منقولة و معدلة من المصدر على الرابط التالي : https://io.hsoub.com/education/70228
  هذا الموضوع مرخص تحت : رخصة المشاع الإبداعي BY-SA
المشاركة :
تويتر
فيسبوك
الإيميل
لينكد إن
واتساب
الرابط

ماهي أفضل 5 مدونات تتابعها ماهي أفضل 5 مدونات تتابعها
ماهي قنوات اليوتيوب التي تتابعها لتطوير لغتك الإنجليزية ماهي قنوات اليوتيوب التي تتابعها لتطوير لغتك الإنجليزية
طرق عملية للتدوين التقني (نقاش) طرق عملية للتدوين التقني (نقاش)
Arabia.io لماذا لا تشاركو منصتكم كبيئة مفتوحة المصدر؟ Arabia.io لماذا لا تشاركو منصتكم كبيئة مفتوحة المصدر؟
المرجوا اقتراح علينا بعض الخطوط التي يكون ظهورها على مختلف انظمة التشغيل بنفس الشكل و الحجم المرجوا اقتراح علينا بعض الخطوط التي يكون ظهورها على مختلف انظمة التشغيل بنفس الشكل و الحجم
كُلُّ ما أَحتاجُهُ هوَ فُرصة كُلُّ ما أَحتاجُهُ هوَ فُرصة
دروس مؤلمة تعلمتها من العمل الحر دروس مؤلمة تعلمتها من العمل الحر

الروابط المختصرة    سياسة الخصوصية    شروط الإستخدام    من أنا    من نحن    الأسئلة الشائعة    موضوع عشوائي    اتصل بنا   
                           
Developed by : MJ7.org